حلم الأمة
ما أجمل الخيال ! أحياناً يوفر لنا عالماً من المتعة الخالصة قلما تجدها فى الواقع ؛ لذا فنحن نهرب إليه دائماً ، و نحاول جاهدين أن نستنشق نفحاته التى تخدرنا قليلاً فلا نشعر بما نعانيه فى حياتنا ، ومن هنا لنا أن نقول قليل من الخيال تعين على استكمال الواقع.
وها أنا اليوم سأذهب بكم بل سأغوص بكم إلى بحر من بحور خيالى ، لكننا اليوم سنغوص إلى عمق سحيق لكن لا تقلقوا سنعاودالصعود إلى السطح لنتجرع غصص الواقع الذى لا محال منه ، فقط أطلب من طاقم الغواصة أن يستشعروا فعلاً هذا العالم الذى سنغوص فيه ، و أن يتناسوا هذا السطح الأليم.
لنبدأ
إنه يوم جميل أشرقت فيه الشمس بعد طول غياب ، و هب فيه النسيم بعد دوام انقطاع ، أسير فى الشارع بخطوتى السريعة التى ألفتها و ألفتنى ، و لا أجد أحدًا يمشى غيرى ، ما هذا السكون الذى يطبق على المكان ؟ هل شلت الحياة ؟! لماذا توقفت حركة المرور ؟ و الأغرب أن هذه السيارات خاوية من أصحابها فى الطريق العام ، كذلك المحلات مغلقة الأبواب ، أدركت حين رأيت مفلق للصلاة السبب فى شلل الحركة ، لقد أدرك الناس معنى الفلاح الذى يحث عليه المؤذن ، لقد استشعر هؤلاء معنى لا إله إلا الله التى يختم به المؤذن .
ذهبت إلى المسجد ، و لكنى لم أجد مكانأبداخله فأضطررت آسفاً للصلاة خارج المسجد مع إخوانى الذين كانوا يزاحموننى لتحل علينا الرحمة ، و تمت الصلاة ، واتبعها الناس بالسنن ، و خرجوا جميعاً إلى سياراتهم بعد أن شحنوا بطارية الإيمان بمؤنتها حتى الصلاة القادمة.
خرجت من المسجد سعيدًا بهذا الحال الذى وصلت إليه الأمة من الوعى ، و هذه اليقظة التى أصابت عناصرها ، فحمدت الله على هذا التمكين ، لكن الأمر الذى زاد من سعادتى هذا الذى رأيته فى النساء وهن بين مختمرات ، و منتقبات ، يااااااه لقد غاب البنطلون تحت الجلباب ، و استطالت الطرحة فلم تعد مقصورة على الوجه فقط بل امتدت لتغطى مادونها ، أعظم بذلك الحياء الذى شاع نوره بينهن ؛ إنك لتكاد تجد المرأة تمشى ملتصقة بالجدار و كأنها تريد أن تختبئ عن العيون ، يالرحمة الله لقد أدركن معنى الحجاب.
بينما و أنا اتابع السير وجدت إعلاناً يعلن عن حفلة لتلاوة القرآن للقارئ/..........
ما هذا ؟ ألم يكن هذا الرجل من أهل الغناء بالأمس ، لالالا ، لا تذكر هذا ؛ لقد تاب الله عليه و على غيره من أقرانه ، و استثمروا جميعاً أصواتهم العذبة فى خير الكلام ، هذا تبعا لحركات الإصلاح التى شملت جوانب الإعلام المختلفة بعد أن تقدم الشباب و أصبحوا قادرين على تغميض عيونهم غير مكترثبن بإلاغواءات الضالة .
يا لسعادتى لقد تحقق هذا الذى ننشده جميعاً ، نعم فقد عادت الأمة إلى ذاتها ، لقد استعادت النهج الذى زاغت عنه
فلقد اصدرت الامة بيانا فسررت به كثيرا فأنه يحقق حلم الامة الاسلامية
وينص البيان على :
لما كان الجهاد فى سبيل الله هو ذروة سنام هذا الدين ، و أنه لم يدعه قوم إلا عمهم الله بالبلاء ، و استجابة منا لصراخات أطفالنا فى أراضينا المحتلة ، و استغاثات أخواتنا فى الأراض التى دنسها الصهاينة و أعوانهم ، فقد قررنا انتداب الرجال لإعداد العدة المستطاعة ، لتطهير الأرض من أرجاسهم ، و لتعبيد الأرض بدين ربها و لنشر لا إله إلا الله كلمة الحق التى نحيا من أجلها .
واعلم أخى أن هذا لن يقتصر عن أراضينا الحالية بل سنزحف نحو أراضينا السابقة ، نعم لتعود الأندلس إلى حظيرة الإسلام ، ولنتجه صوب نيويورك لنفصل رأس تمثال الحرية عن جسده وليرتق أحدنا الشعلة التى يحملها
فليؤذن للصلاة جاهرًا بدعوة الحق.
حسبنا هذا و لنصعد إلى السطح
كيف تجدون الحال ؟؟ طبعاً الواقع ليس فى حاجة إلى التفصيل ،،،
لكن دعنا من هذا ، أعنى أنى لا أحب هذا الذى يلعن الظلام ، و أكن كل التقدير لمن يحاول أن يشعل شمعة.
فأنا مؤمن بأن أول الغيث قطرة ، فلم لا أكون أنا و أنت و أنتِ من يحمل الشمعة ؟!
نعم، أنت ، دعك من متتالية جحا الهدامة
،
و ثق فى الله تعالى كما قال عز و جل ( و لينصرن الله من ينصره إن الله قوى عزيز) ،
فبالشمعة التى ستحملها ستنير لك و ستعطى قليل من النور لغيرك لتدفعه ليشعل شمعته إلى أن يكثر الشمع ليستبدل النور يالعتمة
وهنا يأتى السؤال كيف أشعل الشمعة؟
قديماً قالوا أقم الدين فى قلبك يقم الدين على الأرض.
و نحن على مشارف الصيف ، لك أن تحدد ما ستنوى فعله:
كو جزءًا ستحفظ من القرآن؟
كم كتابأ ستقرأ فى سيرة رسولنا صلى الله عليه و سلم؟
كم درساً ستسمع ؟
و أوجه الخير كثيرة و أرحب بأى أفكار ......
بقى لنا أن ندرك أن ديننا يحتاج رجال ليشاركوا فى وضع لبنات صرحه المستعاد و الله ولى التوفيق